Home ولكن جنرال لا يستحي!
جنرال لا يستحي!

جنرال لا يستحي!

149
0

أدت العقلية الإلغائية لدى العماد ميشال عون عبر الزمن إلى احتراق صفحات “تاريخه السيادي” في أكثر من محطة واستحقاق، فقتلت نزعة الأنانية المرافقة له في حياته العسكرية ثم السياسية وصولا إلى النيابية والرئاسية الكثير من خلايا الحسّ الوطني لديه.

محطات أظهرته مرارا وتكرارا على مسرح الكوميديا السياسية السوداء مجرّد مقاول محترف في تجديد عقود بيع تاريخه السيادي المزور واستخراج نسخ جديدة تلائم فرصا يريدها له دومًا ويصرّ على انتزاعها في الوقت الذي يُفترض أن يخصصه لمراجعة نفسه وتقييم سنوات حكمه القاتمة وترك الساحة للاعبين الجُدد مكتفيا بصفة المُراقب!

غير أن ميشال عون وعملا بالمقولة الدارجة، لا يريد الموت كبيرا، ينقّب عن الفرص والأحداث التي لا تزيد طين مسيرته إلا بلة انتقاص وسخرية وكأنه وفق المُعطى السياسي الهيستيري الماثل أمام اللبنانيين ورقة أخيرة تُلقى على طاولة الكباش الرئاسي لعلّها تشتري المزيد من الوقت الضائع!

دوافع زيارة عون للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق كثيرة، لكن المؤكد أن عون لم ينتقِ منها إلا ما يلائم نرجسيته.

إختار من الدوافع الإطلالة بلبوس القائد القادر على اعادة نسج العلاقات وهو خارج الحكم واعادة استدراج تدخلات منعا لضياع أحلام الصهر بعدما أنهك البلاد والعباد لعدم إضاعة أحلامه الرئاسية منذ عودته من المنفى الباريسي في أيار/مايو ٢٠٠٥ كاشفا بذلك مبكرا ومبكرا جدا خطة الصهر الحربوق الذي سار بترشيح الدكتور جهاد أزعور كردّ شخصي على رئيس البرلمان نبيه بري ولاستكمال عداوة الكار مع الوزير والنائب السابق سليمان فرنجية!

دخل عون إلى صالون الأسد بصورة السياسي الداهية وخرج مفضوحا يمهّد لصورة الإنقلاب المقبلة برلمانيا على اسم جهاد أزعور والذي لن تنطلق شراراته إلا من قبل صهره يوم سيطلّ قريبا مستحضرا خطابات الهواجس ومفرّخا ملفات الفساد الموسمية للأفرقاء ورابطا أحقية الرئاسية بنضالات تياره وهي اللحظة عينها التي سيكون فيها الأسد قد أحرج الرئيس نبيه بري بإذعان تطيير الاستحقاق أشهرا إضافيا لاعادة إنتاج خيارات مرة أحلاها سليمان فرنجية!

في المحصّلة العبث حاصل حاصل، ومعارك عون الخارج من السياسة والرئاسة والتاريخ ضائعة وفاشلة كالعادة، لكنّه كان مصرا عبر زيارته للأسد أن يبقى علامة دعائية لهذا العبث والفشل المثير للشفقة!

المهم أن يظهر، المهم أن يبقى في الصورة، المهم أن يذكر اللبنانيين بنكد التعطيل وطعم الانقلابات حتى لو جاءت فاشل ، المهم اضفاء نكهة النكد اياها على معارك صهره وإظهاره قادرا على تخريب الهيكل على كل اللبنانيين وهم المتطلعون بأمل إلى رئيس جديد يعيد تنظيم بلادهم المتداعية نتيجة رواسب عهده !

فعلا، إنه جنرال لا يستحي !


tags: