موقف عالق في الذاكرة ، حرجٌ لم يرد في آنه ، لحظة حنين عابرة لماضٍ منيح بس مضى ، انسان جديد هزم كل ما أتعبه ولكن انتصاره كان حزينا ، تلك هي البقايا .
ننتصر على صديق في نقاش حاد ونربح جدليتنا ونكسب أرائنا ونخسر وده ، فلا تعود علاقتنا كما كانت مليئة بالود بل غارقة في الفتور والابتعاد .
نترك من نحب بكل عقلانية ، ونراهن على المنطق والحكمة والعقل ، ننتصر على ذواتنا وعلى أرواحنا المنكسرة ونستكمل مسيرة الحياة ولكن في داخلنا انتصار حزين على ألفة لم نشعر بها مع من سواه .
نغادر وظيفة نرتاح بها ، وصحبة نتآلف معها الى مكان آخر ، بلد آخر ، دنيا أخرى .
نطمح ونتغير ونتطور وننتصر على الخوف والخروج من منطقة الراحة ولكن في داخلنا انتصار حزين على مكان نألفه ونتآلف معه .
تلك بقايانا نحن ، الذين ظننا أننا ننتصر وفي كل مرة نترك جزء من روحنا في هذا الانتصار ، نتكبر ونغتر بالارادة ونحن ضعفاء أمام انتصارنا .
يظن من فينا لحظة أنه تحدى ذاته وهزمها وحقق انتصاره عليها ولكنه من الداخل لم يعد لسعادة يتشوق اليها .
نعم ، ننتصر ونربح ونتغير ونتبدل ولكن في مكان ما نخسر ونخسر ونترك …… بقايانا