Home لبنانيات “تحالف تشرين”: اللبنانيون حشروا في حربٍ مدمرة رغماً عنهم و”المشاغلة” تصب في طاحونة الهيمنة الإيرانية
“تحالف تشرين”: اللبنانيون حشروا في حربٍ مدمرة رغماً عنهم و”المشاغلة” تصب في طاحونة الهيمنة الإيرانية

“تحالف تشرين”: اللبنانيون حشروا في حربٍ مدمرة رغماً عنهم و”المشاغلة” تصب في طاحونة الهيمنة الإيرانية

143
0

ناقشت الهيئة التأسيسية ل”تحالف تشرين” التطورات وأصدرت البيان التالي: لبنان في عين العاصفة، يعيش مواطنوه حالة ترقب وخوف من حرب زاحفة مدمرة جرى حشرهم فيها رغماً عنهم.
“قواعد الإشتباك” التي طالما تغنى بها حزب الله، وتمسكت بها بقايا سلطة فاسدة تبنت مقولة ربط وقف النار في الجنوب بوقف الحرب على غزة، تبين أنها ليست أكثر من مسكنات لمخاوف اللبنانيين. لقد إستباح  العدو كل لبنان، ويهدد كل اللبنانيين، وحوّل الشريط الحدودي إلى أرضٍ محروقة، كما إستهدف الآمنين في النبطية وسواها ويطلق التهديدات بأن الضربات الإسرائيلية ستطال اللبنانيين في كل مكان.. فيعيد إلى الأذهان الوعيد بتكرار جرائمه كما حصل في حرب العام 2006، وهي الحرب التي لخص حصيلتها وزير خارجية بريطانيا: “بأن إسرائيل دمرت كل شيء في لبنان، ما عدا قوة حزب الله العسكرية”!


يرى اللبنانيون بأم العين ما يحصل اليوم في حرب التوحش الصهيوني على غزة. إذ بيّنت هذه الحرب أن إسرائيل في تدميرها العمران وإبادة السكان تحوز دعماً غير محدود من الولايات المتحدة ودول أطلسية دائرة في فلكها. وشكل إستخدام أميركا “الفيتو” 3 مرات لإسقاط المطالبة بوقف النار، الغطاء للمذبحة والمضي في مخطط تدمير القطاع وإنزال أكبر إبادة جماعية بسكانه وترك إسرائيل تمارس الضغط بالنار لفرض نكبة جديدة تقتلع الغزاويين وتبعدهم إلى سيناء والمنافي كمقدمة لمخطط توطين صهيوني مكانهم!
إن حكومة نتنياهو وهي الأكثر تطرفاً في تاريخ الكيان الصهيوني، ماضية في تنفيذ مخطط تصفية القضية الفلسطينية رافضة “حل الدولتين”، متمسكة بدولة واحدة بين النهر والبحر هي إسرائيل(..) مستفيدة من التردي الفلسطيني، مع إنعدام أي رؤية وطنية لدى حماس تخدم مصالح الشعب الفلسطيني، وترهل منظمة التحرير والسلطة، ما ترجم بعجز عن ملاقاة بداية مناخ دولي ضاغط للإعتراف بالدولة الفلسطينية!
2 – وضعت الحرب على غزة لبنان على مفترق خطر، مع بقايا سلطة تحولت إلى ساعي بريد بين الوفود الزائرة وحزب الله. سلطة واجهة، فقدت أهليتها الوطنية تتنكر لمسؤوليتها في حماية اللبنانيين والزود عن مصالحهم وحيواتهم. لم تأخذ بعين الإعتبار التحذيرات الجدية، ولم تتخذ أي تدابير تتماشى مع المخاوف الحقيقية التي تتطلب تحضير مستشفيات ومستلزمات معيشية ومحروقات وخطط لمواجهة النزوح..
يعرف اللبنانيون أن بقايا السلطة الممسكة، فعلاً بأكبر قدر من الصلاحيات التنفيذية، تجسد أعلى حالات الفساد وتدأب على رعاية الفاسدين والمرتكبين والمطلوبين، لا يدخل في صلب إهتماماتها هم مواجهة أعباء الحرب الزاحفة التي ورّط حزب الله لبنان فيها خدمة لمصالح محور “الممانعة”، وتلبية لمشروع نظام الولي الفقيه مدّ سيطرته حتى المتوسط، وجعل لبنان جائزة ترضية للخارج الطامح إلى تأبيد سيطرته على بلدنا!


3 – وسط المشهد القاتم، تنشغل حكومة ميقاتي، حكومة الثنائي المذهبي، بالمضي قدماً في عمليات نهب اللبنانيين، وتصفية حقوق المودعين وتبرئة الكارتل المصرفي السياسي الناهب. ما يطرح بشأن الودائع يرمي إلى تحويلها إلى دين عام ما يعني ضياعها نهائياً، وحماية الكارتل المافياوي الناهب من أي مساءلة أو ملاحقة، رغم أن “التدقيق الجنائي” في وضع المصرف المركزي رسم ملامح عن منهبة إفلاس لبنان وإفقار اللبنانيين، وكان يفترض تحويل الناهبين إلى القضاء لكشف كل شركائهم وحماتهم ومعاقبتهم.
صحيح أن بعض “معارضة” نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي، تطلق بين الحين والآخر مواقف منددة بالفساد وبعض خطوات حكومة الإفقار والتجويع..، لكن ذلك لا يعدو ذراً للرماد في العيون نظراً لإرتباطات أكثر هذه القوى بالكارتل المصرفي، وشراكتها مراكز الفساد الكبرى، وتقديمها أولوية مصالحها الفئوية، فتصب مواقفها في المخطط العام الهادف للتفتيت. مخطط الحؤول دون قيام معارضة شعبية حقيقية، لا بديل عنها، لوضع لبنان على طريق بلورة البديل المرتجى لقيادة عملية الإنقاذ المطلوبة، ليكون متاحاً وقف الإنهيارات التي شملت كل المجالات كنتيجة طبيعية لتحالف مافياوي سياسي ميليشياوي تحاصص البلد.
أيها اللبنانيون
إن اللحظة الراهنة هي لحظة الدفاع عن بقاء لبنان. لحظة المسارعة إلى إنقاذه من مخاطر حرب مدمرة، هي أقرب من أي وقت مضى، من شأن وقوعها تعميق الإنهيارات، ويُراد إستغلالها لإستكمال إستتباع البلد لمحور “الممانعة” بقيادة النظام الإيراني، كما الحال خصوصاً في العراق، مع الدعوة الصريحة التي أطلقها حسن نصرالله إلى “ميلشة” الدولة بتشريع ميليشيا حزب الله وتهميش دور الجيش ومكانته، بعد تجويف القرار الدولي 1701 الذي شكل بوليصة أمان للجنوب وسلام لبنان!
لا خيار سوى إيلاء كل الأهمية للحفاظ على لبنان السيد المستقل، إنه خيار الغالبية الساحقة من اللبنانيين، المدعويين: نخب شابة وحيثيات مدينية ومناطقية وتنظيمات جديدة تشرينية، إلى التلاقي دون إبطاء للمضي في بناء البديل لإنهاء الخلل الوطني بموازين القوى، بما يسمح باستعادة الدولة المخطوفة، ويضع بلدنا حتما على سكة الإنقاذ والتعافي.