Home لبنانيات سباقات انتخابية قد تبدل المشهد الدولي.. والثنائي المذهبي يمنع عن اللبنانيين حتى “بزكشيان”!
سباقات انتخابية قد تبدل المشهد الدولي.. والثنائي المذهبي يمنع عن اللبنانيين حتى “بزكشيان”!

سباقات انتخابية قد تبدل المشهد الدولي.. والثنائي المذهبي يمنع عن اللبنانيين حتى “بزكشيان”!

20
0

يغلي العالم والمتغييرات آتية ومن الصعب رسم صورة كاملة لمشهد السياسي في غير بلد.

إنحصرت المنافسة في الإنتخابات الرئاسية في إيران بين المرشحين مسعود بزكشيان، المدعوم ممن يعتبرون معسكر “الإعتدال”، وسعيد جليلي المرشح المفضل للمرشد وللحرس الثوري. وبعد فرز 19 مليون ورقة إقتراع تقدم بزكشيان مع 42.5 %، فيما حصل جليلي على 39.5 %، وواضح أن الإنتخابات شكلت صدمة للسلطة الدينية مع تراجع نسبة المقترعين إلى أقل من 40%، بعدما سعن لجعل نسبة الإقتراع إستفتاء لصالح نظام الملالي المتسلط! إشارة أن بزكشيان الطبيب الجراح الذي ترأس جامعة تبريز وشغل منصب وزير الصحة في حكومة محمد خاتمي، تأخذ عليه قوى إصلاحية أن مشاركته في الإنتخابات تسبغ شرعية على النظام، بعدما أحكم المتشددون قبضتهم على الحكم..ويرى البعض أن الإنتخابات الرئاسية ستكون عاملاً مؤثراً على مرحلة إختيار مرشدٍ جديد!

غداً الأحد 30 حزيران تشهد فرنسا الجولة الأولى من الإنتخابات العامة، وتجمع إستطلاعات الرأي على التوافق بأن اليمين المتطرف سينال نحو 32% من أصوات الناخبين، متقدماً الجبهة الشعبية اليسارية التي قد تحصل على 29% من المقترعين، فيما سينال حزب الرئيس ماكرون نحو 18%. اللافت عشية جولة الإنتخابات إعلان رئيس الوزراء أن الأولوية ينبغي أن تكون قطع الطريق على اليمين المتطرف ومنعه من الحصول على الأغلبية. يعد هذا الموقف مؤشراً للرغبة بتبادل الأصوات في الدورة الثانية مع الجبهة الشعبية، بحيث يتوقف على الدورة الثانية معرفة الصورة النهائية التي سترسو عليها تركيبة الجمعية الوطنية الفرنسية. الأمر المؤكد أن فرنسا التي ستشهد إنتهاء “الماكرونية” قبل نحو من سنتين ونصف السنة على إنتهاء ولاية ماكرون، معرضة لإنعدام الإستقرار التشريعي والسياسي ولمتغير في دورها الأوروبي!

الأربعاء تشهد بريطانيا الإنتخابات المسبقة التي تمت الدعوة إليها. كل المعطيات تشير بأن النتائج شبه محسومة لحزب العمال الذي سينال الأغلبية التي تمكنه من الحكم، فيما هزيمة حزب المحافظين مؤكدة وكبيرة جداً. لكن ما يلفت الإنتباه أن حزب العمال، الذي إبتعد عن قواعده اليسارية، يحمل برنامجه للحكم الكثير من العناوين والسياسات التي كان يتبناها حزب المحافظين.

الملايين في شوارع تل أبيب والقدس والمدن الكبرى في إسرائيل يطالبون بإنتخابات مسبقة للكنيست. والأرجح أن نتنياهو لن يفلت من الضغط الشعبي، وترى المعارضة في إسرائيل أن الإنتخابات سبيل لمحاسبة جدية على التقصير في يوم “7 أوكتوبر”. وترى المعارضة أن الحرب ليست عائقاً لإجراء الإنتخابات من أجل بلورة أكثرية تحوز التأييد الشعبي، بعد تراجع كبير في تأييد حزب الليكود وحلفائه الأكثر تطرفاً.. وأن فوز المعارضة خطوة في الإتجاه الصحيح لفك العزلة الدولية عن الكيان الصهيوني، مع تقديم صورة عن “اليوم التالي” بعد حرب التوحش على غزة، ووضع المنطقة أمام خطر الحرب الواسعة.

أما في أميركا فتحتدم الرئاسيات بعدما خسر الرئيس بايدن سباق الصورة في المناظرة التي جرت بينه وبين المرشح ترمب. لأول مرة تتم المنافسة الرئاسية في أميركا بين مرشح يعاني ضعفاً في الذاكرة وصعوبة في إيصال الرأي، ومرشح آخر شعبوي خطير. ويجمع بين المرشحين أن الثاني يواجه أكثر من 30 تهمة جنائية، فيما الأول متهم بتغطية جرائم جنائية أرتكبها نجله هانتر بايدن وبينها قبول الرشاوى من جهات دولية خارجية. أما بالنسبة للشرق الأوسط، فرغم فجاجة موقف البيت الأبيض في دعمه لحرب إبادة جماعية يرتكبها العدو الصهيوني بحق الغزاويين، ويرفض توسع الحرب وجعلها إقليمية، فإن مواقف ترمب معلنة بدعم سافر كامل للسياسات الإرهابية لنتنياهو وفريقه المتطرف… الأيام والأسابيع القليلة حاسمة لجهة تمكن الديموقراطيين إخراج بايدن من السباق الرئاسي وتقديم بديل عنه، بعدما إتفقت مراكز الأبحاث والرأي والإعلام المؤيد للديموقراطيين على ضرورة تنحي بايدن. سيشتد الإحتدام حتى موعد مؤتمر الحزب الديموقراطي في آب المقبل للمصادقة على المرشح الرئاسي ومن سيرافقه كنائب للرئيس.

فقط في لبنان، الإنتخاب ممنوع، القرار مصادر، وكلما إجتمع البرلمان يكون الهاجس تغطية الناهبين ومختطفي الدولة وتشريع الفساد. تحتجز قوى التسلط عنوة أصوات الناخبين، بعد نحو من سنة و9 أشهر على الشغور الرئاسي، أقدمت السلطة على تأجيل ثانٍ للإنتخبات البلدية والإختيارية..أما الرئاسية فقد مضى على إنعقاد آخر جلسة سنة و15 يوماً. ووضع الثنائي المذهبي بقيادة حزب الله البلد أمام إستحقاق وحيد وهو ربط جلسة الإنتخابات بالموافقة المسبقة على سليمان فرنجية وإلاّ إصطفلوا فبديله موجود وهو المرشد! لاحظوا جيداً أنه بالنسبة لحزب الله فهو غير مستعد لتسمية حتى “بزكشيان” آخر إلى جانب فرنجية، مع أن “معارضة” نظام المحاصصة الطائفي الغنائمي إقتربت من موالاته بترشيح أزعور وهو نموذج عن بزكشيان” لكن الثنائي لم يقبل حتى بتنازل شكلي!
هنا نفتح مزدوجين لكي نعيد التأكيد أنه ظالم ومدعٍ وغير حقيقي الزعم أن إنتخاب الرئيس، ضمن موازين القوى الحالية، ستنتج عنه حكومة فاعلة منتجة، وأنه سيعيد إحياء المؤسسات ويحقق الإنتظام العام. لا أولوية تفوق إستنباط الوسائل التي يمكن أن تعبر عن الرأي العام فتفرض تعديل الإختلال بميزان القوى، وهذه أولوية القوى التشرينية كما كل الموجوعين من المنهبة وتداعياتها والمدمرين من أخذ لبنان إلى حرب مدمرة، هي حرب إيرانية تجري على الأرض اللبنانية وبدماء اللبنانيين.. وبدون ذلك لا نهاية للشغور الحقيقي ولن تحرر الرئاسة وتستعاد الدولة المخطوفة.


tags: