Home لبنانيات جورج حاوي نموذج تشريني
جورج حاوي نموذج تشريني

جورج حاوي نموذج تشريني

38
0

في مثل هذا اليوم قبل 18سنة سقط جورج حاوي غيلة في بيروت وهو الذي كان يوم 16 أيلول 1982، مع محسن ابراهيم، “أول الرصاص الذي حرّر بيروت”، وفتح طريق تحرير لبنان من الإحتلال الإسرائيلي.

عن جورج حاوي كتب غسان تويني:”هل يجب أن يستشهد واحدنا حتى تصير شهادته في الأحداث التي عاصر، بل شارك في صنعها، ويصير نقده الذاتي وثيقة تاريخية تستحق أن تحفظ في مكتبة الحروب اللبنانية”..
يضيف غسان تويني، فجورج كان، “لمن يعرفون خبايا طبائعه كثير الصراحة في مواجهة الحقائق وخصوصاً في مواجهة مترتباتها وما صار يوصف بالتداعيات”.

منذ العام 1993 قال حاوي: “لم يعد ممكناً أن يحصل التغيير من خلال الأطر الراهنة للتنظيم الحزبي، على الرغم من أن حزبنا(الشيوعي) كان قد تميز بمواقف حصّنته من الإنهيار”، ويضيف في مكاشفة مع الصديق غسان شربل: ” لا بد أن تُخلق أداة للتغيير أكثر إتساعاً من الحزب وأكثر شمولية(..) تصنع نهجاً للتطوير في المستقبل لا يكون جامداً كما كانت برامجنا الفكرية والسياسية ولا عديم الهوية”.

اليوم يمكن التاكيد أن حاوي الذي وقف في قلب “إنتفاضة الإستقلال” لإخراج جيش إحتلال النظام السوري، بعدما أفنى عمره في تصديع النظام الطائفي المقيت، وفضح لصوصية أطرافه وتبعيتهم للخارج، من أجل فتح الطريق الحقيقي لتغيير يخدم كل اللبنانيين، ويصون الوطن ويحمي حدوده، كان سيكون موقعه الطبيعي في قلب ثورة تشرين، داعما مثيرا للهمم ناقدا بقسوة طارحا الافكار الجديدة باحثا مع الناس عن ابتكار الافضل لمواجهة التحالف المافياوي ولاستعادة الدولة المخطوفة، مبتكرا في العمل التنظيمي الذي يخدم هدف قيام ” الكتلة التاريخية” الشعبية العابرة للمناطق والطوائف لفرض البديل السياسي القادر على جعل مطلب الحكومة المستقلة امرا واقعا ليعاد معها تكوين السلطة، لتكون حامية للبلد والناس، وليست للتسلط عليهم باسم حماة الزواريب الطائفية!