Home لبنانيات هل صفع الحزب التيار الوطني الحر للمرة الثانية؟!
هل صفع الحزب التيار الوطني الحر للمرة الثانية؟!

هل صفع الحزب التيار الوطني الحر للمرة الثانية؟!

209
0

 وجلسة الطاقة الإثنين بلا وزير الطاقة؟!

‎يرفض التّيار الوطني الحر حضور وزرائه جلسة الإثنين المخصّصة لملفّ الكهرباء، وعلى نفس الجبهة أبلغ حزب الله رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مشاركته بشرط أن تكون الجلسة ببند واحد هو ملف الكهرباء وذلك “نزولًا عند حاجة المواطنين، ولضرورة تسيير شؤونهم”. من جهته، أعلن وزير الأشغال العامة والنّقل علي حمية “بكلّ صراحة” عبر برنامج صار الوقت ليل أمس أن “الجلسة مخصّصة لحل مشكلة الكهرباء وفي حال تم التّطرّق إلى بنود أخرى سيغادر وزراء الحزب الجلسة فورا”.

‎ تسلّح التّيار الوطني الحرّ وفق العديد من المصادر بعدم دستوريّة الجلسة واعتبرت المصادر نفسها أن “مرسوم انعقادها يتطلّب توقيع الوزراء كافّة”، وحتى الآن تستمرّ حرب الصّلاحيّات والدّستور بين الوطني الحر والرّئيس ميقاتي، وهي ليست المرّة الأولى الّتي تفتح هذه الجبهة، بل كان مرسوم استقالة الحكومة بعد انتهاء عهد الرّئيس السابق ميشال عون حصة الأسد بتأجيج الخلاف بين الطرفين.

‎فبين تعنُّت التيار وإصرار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وموافقة حزب الله على حضور جلسة الإثنين سلسلة من الأسئلة التي تطرح أهمّها:

‎-          كيف ستعقد جلسة الإثنين بلا وزير طاقة والبند الوحيد هو الطّاقة؟

‎-          ما هي انعكاسات الجلسة على مسار العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله؟

الجلسة ستعقد بطلب من فياض!

‎”وزير الطّاقة وليد فيّاض يعتبر نفسه وزيرًا تكنوقراطيًّا ولا علاقة له بالتّيّار الوطني الحرّ كما يقول”، بهذه الكلمات كشف مستشار رئيس حكومة تصريف الأعمال فارس الجميل أنّ “الدّوائر المعنية في السراي الحكومي لم تتبلّغ مقاطعة وزراء التيار الوطني الحر جلسة الإثنين المخصّصة لملفّ الكهرباء”.

‎الجميل خلال حديثه عبر منصّة لبيروت هاجم التّيّار الوطني الحرّ واعتبر أنّ “المشكلة ليست دستوريّة بل هي شخصيّة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي”. وأضاف أنّ “مجلس الوزراء شرعي والرّئيس ميقاتي يحاول تدارك الوضع  خدمةً لمصلحة المواطن اللّبناني و”كل مين بيتحملّ مسؤوليّاته”.

‎الجميل “حمّل التّيّار الوطني الحرّ مسؤوليّة تعطيل جلسات مجلس الوزراء، وتساءل عن الفرق بين المراسيم الجوّالة وانعقاد جلسة لمجلس الوزراء”، وأردف أنّ “المقاربة غير منطقية ومتعلّقة بمزاج التّيار الوطني الحرّ وهذا ما ظهر جليًّا خلال جلسة الترقيّات العسكريّة الّتي نُسفت وهي تحتاج اليوم لمشروع قانون ليتمّ البتّ بها”.

أمّا عن علاقة حزب الله بالرّئيس ميقاتي أكّد الجميّل أنّها “جيّدة والحزب يشارك في الجلسات المتعلّقة بأمور المواطنين واوضاعهم الاقتصاديّة والحياتيّة وعلى تماس مباشر معها دائمًا “، وشدّد على أنّ “التّيّار الوطنيّ الحرّ هو من يخلق الإشكاليّة مع الحزب والإشكال ليس حكوميّا ولا يتعلّق بحضور الجلسات بل هي عمليّة تصفية حسابات من قبل التيّار الوطنيّ الحر”.

بين التّيّار والحزب قشّة؟

‎في نفس السّياق اعتبر رئيس تحرير شبكة مرايا الدّوليّة الصحافيّ فادي بودية أنّ “مشاركة حزب الله في جلسة الاثنين هي لضرورات معيشيّة بسبب ما يتكبّده المواطن اللّبناني من أعباء مترتّبة”. بودية خلال حديثه عبر موقع لبيروت شدّد على أنّ “حضور الجلسة من قبل وزراء الحزب لا يحمل أي نوع من الكيديّة السّياسيّة للتّيار الوطنيّ الحر”.

‎وعن ردّة الفعل علّق بودية أنّه “على التّيّار تفهّم موقف الحزب الذي بات واضحًا بتمايزه عن حليفه على الرّغم من إبقاء قنوات التّواصل بين الطّرفين، ولكنّ معالجة الاستحقاقات الدّاخلية الملحّة تعالج بطريقة ما يراه كل طرف مناسب له”.

‎بانتظار جلسة الاثنين ثمّة همهمات سياسيّة عن حجم التوتّر بين الوطنيّ الحرّ وحليفه، فبعد الخلاف حول الملفّ الرّئاسيّ وعدم التّوافق على مرشّح، جاءت الضّربة الأولى من الحزب بمشاركته في جلسة السّادس من كانون الأول عام 2022. لاحقًا، خرج النّائب جبران باسيل بمؤتمر صحفيٍ ناريٍ انتقد فيه حليفه الأوحد حزب الله وأطلق سلسلة من المواقف اللّاذعة والمستمرّة حتى اليوم. ومن غير المعروف حتى الآن مدى السقف الّذي سيعتمده التّيار خلال تصاريحه أو تعامله السّياسيّ مع الحزب بعد جلسة الإثنين فيبقى الأمر سرًّا داخل غرف ميرنا الشّالوحي المغلقة.

‎ولكن بعيدًا عن التّناحر السّياسيّ وتصفية الحسابات، يبقى الأهمّ هو ما يسعى إليه الوزراء لتسيير شؤون المواطن اللّبناني الذي لم يعد يتحمّل تكاليف وأعباء المعيشة التي أثقلت كاهله. المطلوب الأخذ بعين الاعتبار أنّ الرّاتب لم يعد كافيًا لتأمين أبسط الاحتياجات اليوميّة فالبطالة مستفحلة بين الشّابّات الشّباب، العام الدراسيّ في مهبّ الرّيح حتّى السّاعة والدّولة بلا رأس تتخبّط في مستنقع التّسويات والصّفقات.


tags: