“برحّب فيكن من القلب وبمسّي عليكن وبتمنى إنّو هالساعة ونص تكون ما بتتنسى لا إلكن ولا إلنا “…. بهذه الكلمات إفتتحت السيّدة ماجدة الرومي حفلها التاريخي في دار الأوبرا في القاهرة التي لم تشأ نجمة لبنان المشعّة أن تكون ليلة ختام مهرجان الموسيقى العربية بليلة عادية، بل حرصت على جعلها ليلة استثنائية محفورة في أعماق الوجدان أضاءت فيها سماء أم الدنيا وزادت مسرح النافورة إشراقةً ورونقاً وتألقاً.
كعادتها أطلّت الماجدة على جمهورها مساء أمس بروحها المرحة وفستانها النيليّ الملكيّ وصوتها الأصيل وضحكتها الرقيقة فزادت على الجمال جمالاً واعتلت المسرح برفقة قائد أوركسترا الإتحاد الفيلهارموني المايسترو نادر عباسي الذي بدأ الحفل بعزف مقطوعة موسيقية يرافقه أكثر من 40 عازف. وعلى وقع نغمات أغنية “يا مساء الفل يا بهية” استهلّت أمسيتها كتحية حب وتقدير لمصر وشعبها، وتبعتها بباقة من أجمل أغنياتها الشهيرة مثل: عم يسألوني عليك، عيناك ليال صيفية، اسمع قلبي، لا تغضبي، غني للحب، مفترق طرق، لا تسأل، كلمات، حي على الفلاح، ميلي يا حلوة .. وغيرها.
ماجدة الرومي التي أشعلت حماس جمهورها وحرّكت مشاعره، لم يكن تفاعله الكبير والمميز معها بالجديد فهو الحاضر الدائم والداعم الأوّل بمحبته وحفاوته ووفائه. لكنّ الملفت كان التفاعل المتبادل بين الماجدة والمايسترو والفرقة الموسيقية، فعلى مدى ساعة ونصف كانت الماجدة بأبهى حلّتها وأشدّ انسجامها، غنّت، أبدعت، أطربت، ضحكت، فرحت، تمايلت، وخاطبت محبيها بكلماتها الدافئة، فخفقت معها القلوب وحوّلت مسرح الأوبرا إلى لوحات مليئة بالجمال والبهجة نثرت فيه فيضاً من سنابل الحب والسلام لتحلّق بعيداً وليصدح صوتها عالياً وليسطع نجمها مجدّداً في سماء التألق والإبداع والنجومية ناقلة كل من تابعها إلى عالمها الاسطوري الساحر في ليلة خيالية تشبه الألف ليلة وليلة.
هذه هي الماجدة التي عهدناها، بصوتها وأدائها وحضورها ورونقها الخاص فانسابت تجدّداً وإبداعاً ورقيّاً لتهز مسرح دار الأوبرا طرباً وتخطف القلوب نغماً في ليلة أرادتها لا تنتسى ، فكان لها ما أرادت حيث أثبتت مرّة جديدة أنها الرقم الصعب الذي لا يستطيع أحد الوصول إليه، ليس فقط في قلوب عشاقها بل في ذاكرة التاريخ التي ستشهد لها أنها ملكة على عرشها بدون أي منازع.
ماجدة الرومي أنت حالة فريدة من نوعك يصعب وصفك بكلمات أو اختصارك بألقاب
أنت لغة الحب ورسالة السلام التي لا يتقتها ولا يفهمها إلا من تذوّق فنّك
أنت صورة لبنان الجميل وأرزته الشامخة ووجهه المشرق ولسانه الصادق
أنت حلم لبنان الوردي الذي اشتاق أن يغنّي ويفرح ويضحك معك
ألف ألف شكر ومئة تحية سلام وحب لك…….