خلال المنهج الأكاديمي للعلوم السياسية، هناك مادة أسمها” تحليل الخطاب” فلا بد من أتباع العلم لتحليل الخطابات السياسية بعيدًا عن العواطف قدر الإمكان، كما أنه سُمي بالعلوم السياسية وليس علم لأنه مرتبط بعدة علوم وعلى رأسهم علم النفس الذي يُعتبر جانب مهم للتحليل السياسي.
انطلاقًا من هذا، لا بد من تحليل خطاب السيد حسن كي نفهم ما الذي أراد أن يوصله للجمهور. أولا إن معظم خطابات السيد حسن هي موجهة لجمهوره وليس للجمهور العام ويرسل بعض الرسائل الى حليفه تيار الوطني الحر.
ما نستطيع أن نحلله هو على الشكل التالي:
١- إن التركيز وإعادة الكلمة عدة مرات هو دليل على أنه يحاول أن يصرف النظر عن أمور ويركز على نقطة واحدة ومفادها أن القوات هي أساس المشكلة منذ سنوات ويحاول شيطنته، والدليل هو إعادة ذكر تاريخ الحرب.
٢- يحاول السيد حسن أن يظهر أنه الفريق الوسطي الذي دافع عن الجميع السنة والمسيحيين وهنا يريد أن يبرر هدف سلاحه بعد أن سقطت نظرية مقاومة إسرائيل.
٢- لقد أدرك السيد حسن أن جمهوره أصبح ممتعض بسبب الخسائر البشرية التي خسرها دون أن يرد عليهم، فلقد وعدهم بالرد إن لم يكن بالقانون بطريقة أخرى ولكنه يدرك تمامًا أن معطيات الماضي مختلفو عن الحاضر تمامًا.
٤- إن قضية ١٠٠ الف مقاتل هي أشبه بقضية ٩٠٠ ألف موظف، فهي شعارات لا قيمة لها، ولكنها رسالة كي يطمئن شعبه لا أكثر ولا أقل.
٥- إن المقارنة بين حزب اللّه وحركة فتح وقوتها والتأكيد على أنه قوي هو دليل عدم الثقة بالنفس ودليل أنه أصبح ضعيف والشاهد على ذلك كيفية قتال مقاتلينه الذين أقل ما يقال عنهم أنهم هواة وأقل من ذلك، فالكلام عن القوة هو الضعف بعينه.
٦- لقد بات واضحًا وجليًا أن القضاء بالنسبة لحزب اللّه استنسابي، عندما يتهمه فهو مسيس.
٧- استخدام القرآن والتركيز على أن حزب الله لديه أخلاقيات هو دليل أن الناس تنظر له بنظرة سلبية جدًا فهو يحاول تصحيح تلك النظرة بعد أن سقطت.