Home زوايا ثقافة حياة
ثقافة حياة

ثقافة حياة

106
0

أن نحترق لنزداد توهجاً و بريقاً و نحتضر لبقاء الحياة من حولنا، نحن من استطعنا أن نروي ضعفنا و نسقيه عمقاً و قيمةً ليُزهر معرفةً و ينبت اندفاعاً و اصراراً، الهدف كان إعادة إحياء محيطنا في مكان مفعم برائحة الدم و شذا البارود المعتق حيث الزمان لا يشبه ما سبقه و ما قد يتبعه…
كم هي مذهلة هذه القدرة و الشجاعة و كم هو مثمر جهد هذا الانسان الذي لا يزال يعطي و هو يفتقد نفسه و كيف له أن يُلهم و يُشفي و يُعلم الأمل و حلمه هاجر بلاده منذ ولادته و ربما ما قبلها!


أو تقول لي يا صديقي أننا ضعفاء؟ هل رأيت في بلاد غير بلادنا المحتضرة ناس قدرتها كقدرتنا؟ و هل لامست في تلك الأمكنة الغريبة أرواحاً كأرواحنا؟ أمن شخص غيرنا يعلّم ثقافة الحياة و الموت يحيطه من كل صوب؟ أو صادفت آذاناً تُطرب صباحاً لسماع فيروز بعد قضاء ليلة موسيقية صاخبة على أنغام طائرات حربية و نحيب أمهات و صراخ أطفال؟
هل غيرنا يا عزيزي و في مكان غير مكاننا أشخاص مصرين على ذهابهم للواجب و العمل غير واثقين بإمكانية عودتهم إلى بيوتهم و عائلاتهم؟ هل من أحد في تلك البلاد حياته صدفة كوجودنا؟
أصدقتني الآن؟ نحن أقوياء على طريقتنا الخاصة المختلفة عما هو معمّم عند الذين يحيون خارج اطار زماننا و بغير مكاننا…
ليست قوتنا كالتي يدّعونها في أمكنتهم أي النفوذ و المال و السيطرة على العالم و العيش على أكفان الغير… نحن نجدها في قدرتنا على البقاء و على الاستمرار بنشر ثقافة الحب رغم الرصاصات الجسدية و الرشاشات النفسية التي يريدون منها شلّ أقدامنا، تحطيم آفاقنا و محو ثقافتنا و اقناعنا بأنه ممنوع علينا أن نحلم بمكان لنا نستكين له و زمان يشبهنا نُسيره و لا يذُلنا…