Home لبنانيات الحذر ينقذنا.. وليس جدل المنصات!
الحذر ينقذنا.. وليس جدل المنصات!

الحذر ينقذنا.. وليس جدل المنصات!

163
0

باسل الطفيلي – بداية عام 2021 في لبنان أشبه بأفلام الآكشن و”التراجيدي” في آن واحد. ولعل السبب في ذلك يعود الى “تهوّر” بعض اللبنانيين بسلوكياتهم وتصرفاتهم وأفعالهم التي تشير الى انعدام المسؤولية المجتمعية وغياب الوعي المطلوب.

المشكلة الأكبر ، ناهيك عن وجود أو عدم وجود نصوص وقوانين مطبّقة أو غير مطبقة في لبنان- كما يزعم البعض- تكمن في التنشئة الاجتماعية و التربية المدنية للفرد. نعم، انها تلك المادة المدرسية التي كنا لطالما نعتبرها مادة ثانوية لا بل أقل من ذلك. هذه المادة التي علمتنا القيم المجتمعية من تكافل وتضامن وتعاون واحترام و تحمل المسؤولية تجاه الغير… بقيت مجرد صفحات من الماضي أصبحنا بحاجة ماسة اليها اليوم.

وفي المقابل، يشهد لبنان بسبب فيروس كورونا نسب وأعداد كبيرة من الوفيات. ان كان ذلك بحسب مصادر ونشرات الأخبار من جهة، أو ببساطة بحسب صفحات التواصل الاجتماعي التي بات من المستحيل أن يمر يوما، دون أن نرى ورقة وفاة أو صورة واحدة لوداع أحدهم.

ومع ذلك، المفرح اليوم أن أغلب اللبنانيين أصبحوا في موقع المحاسبة والتيقظ أكثر من أي وقت مضى. ويتجلى ذلك كثيرا عبر منشورات و تعليقات نراها على مواقع التواصل الاجتماعي. فبدءا من صورة “الوليد الحلاني” نجل الفنان عاصي الحلاني التي أثارت جدلا واسعا .والتي تظهر تلقيه لقاح الكورونا في الإمارات بعدما أحيا حفلات عدة في لبنان كما يقال. وهذا ما دفع الكثير الى التهافت على الصورة بتعليقات سلبية، لا بل جارحة. مع العلم أن كثير من النجوم قاموا بذلك مسبقا ولم يتعرضوا لنفس الهجوم.

وهنا لا بد من توضيح أمرين: الأول، إن هذه الصورة بحد ذاتها هي عادية جدا في ظل تفشي الوباء كما أنها حرية شخصية. لكنها من جهة أخرى – اذا فكرت بها مليا- فهي صورة غير طبيعية من وجهة نظر “لبنانية” خصوصا في ظل الأزمات التي لا تعد ولا تحصى. ذلك أنها نوع من المفاخرة والسباق والمقاهرة . فالكثير من اللبنانيين اليوم يتمنون تلقيه وهم لا يملكون لا ثمن تذكرة سفر ولا ثمن اللقاح ولا حتى ثمن القوت اليومي.

الأمر الثاني، ان البعض اعتبر النجوم الذي يتلقون اللقاح في الخارج، شاركوا في نشر الفيروس قبيل ذلك عقب احياء الحفلات في لبنان. ومن هنا نرى ضرورة التعامل بشكل متيقظ ومختلف وأكثر حذر مع اللبنانيين من الآن و صاعدا لأن الوضع “بطّل ينحمل حتى مع صورة”.

يجب علينا ألا نحمّل الآخرين أو بعضنا البعض نتيجة ما وصلنا إليه لأن تقاذف المسؤوليات لن يجدي نفعا ولن يعالج أساس المشكلة. الأهم اليوم هو توقي الحذر وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة من فيروس كورونا ومن بعدها “بحلها الحلال”.