
وسخ الناس مفهوم كلمة ” أحبك ” فجعلوها أشبه باللبانة بين الاضراس يتشدق بها من يعرف ومن لا يعرف.
من شاب يظن الحاجة والاعجاب هما الحب ، فيلفظه بعشوائية تجعل من هذا الشعور مع الوقت والشغور العاطفي يلفظ أنفاسه الاخيرة ، الى فتاة تخلط بين الحب والتعلق فتنخق مشاعرها وتجعلها بحكم الحمى حتى تستفيق على كابوسها المرعب لا لم يكن ” حبا ” .
والحقيقة أننا نعيش في زمان الحاجة ، الرغبة والميل الى الحب الحقيقي ولكن لا ندركه ولا نعرف كيف نحصل عليه .
واذا كانت غادة وغسان أيقونا الحب في القرن العشرين قد كفرا به واعتبراه حدثا لا عاديا في رسائلهما المتبادلة فكيف بعاشق عادي أحس لوهلة بإرتعاشة صدر وخفقان قلب و شدّ في عضلة المعدة أن لا يشخص حالته بمسمى ” الحب “
ندخل العلاقة برجلنا اليمنى ونظن بعدها أنها الابدية لا خلاص ولا مناص عنها ، لنكتشف بعد فترة الهوة الساحقة بين ما دخلنا وما تخيلنا .
ونعود خائبي الرجاء محملين بالخيبة مكسوري القلوب شاتمين للزمان وما جاد به من تجربة أخرى سيئة تفوق ما قبلها وحرصيين على تحسين الجودة للمرات القادمة واعدين النفس بالأفضل .
والحقيقة كلٌّ الحقيقة أننا نعود بقلب مشوهة فيه من الحفر والتنكيل ما لا يحمله او يحتمله أحد ، هي الخيبات المتراكمة واحدة تلو الاخرى ما بين ضحية وجلاد .
الأول معذب بالحب والثاني قرر أن يعذب به .
وتدور عجلة الحياة لنشتاق لعشق تمنيناه وسعينا للحصول عليه ولكن للأسف الشديد بقلب مشوه سيعود بعد مدة للشتيمة .
لسنا وحدنا المسؤول عن تشوه أو تشويه القلب ولسنا وحدنا أنصار كلمة ” طز ” عند ذكر العلاقة العاطفية فنحن أعيد وأكرر نعيش تارة دور الضحية وطورا دور الجلاد بين مسافة التجربة والاخرى .
محظوظ ذاك الذي عرف ولو لمرة الحب على حقيقته وتعرف عليه .
علّه استشعر ولو لمرة كينونة الانسان وما هيته فالحياة على بشاعتها وكراهيتها وما تمر به اليوم في زمن المصالح والمنافق والكذب تحتاج للكثير الكثير من الحب حتى تشفى .
ونحن والحياة أيضا نحتاج الى الكثير من الحب كي نتشافى
ولكن حبذا لو عرفنا الحب وفهمناه واحترمناه قبل أن نعيد اللبانة الى الشفاه ونتشدق بكلمة
” أحبك “