
زحمة التساؤلات الباحثة عن من يمتلك القدرة والوقت لمتابعة ساعتين حوارتين تلفزيونيتين كاملتين في الزمن الرقمي باتت تنافس زحمة البرامج الحوارية عبر الفضائيات العربية.
إلى أن ترسو المتابعة عند الإعلامية اللبنانية شانتال صليبا وبرنامج “غرفة الأخبار” على شاشة سكاي نيوز عربية، هنا تتبدّل قناعة المتابع نظرا إلى مهنية شانتال الرفيعة في العرض والحوار والمعالجة التي نجحت في إضفاء بعد تفاعلي وعصري لمفهوم البرنامج الحواري التلفزيوني.

أسباب التميز عديدة، وأبرزها الإلمام الواعي بملفات الساعة بعيدا عن الاستحضار التقليدي لزوايا النقاش الذي حوّل الكثير من البرامج الحوارية نسخا طبق الأصل عن بعضها البعض خلال العقد الأخير إلى جانب جرأة الطرح التي أثبتت بدورها تكامل ملفات المنطقة عوضا عن التعامل معها كل على حدى لمجرد توزيع فترات الهواء بناء على عامل الوقت فقط.
هذه النقلة الجريئة أعادت للمشاهد متعة المتابعة التحليلية بعد يوم طويل من تدفق المادة الإخبارية وهذا تحديدا ما لمسناه كمشاهدين خلال تغطية صليبا وبرنامج غرفة الأخبار للانتخابات الرئاسية الأميركية التي جاءت بمثابة ندوات استشرفت مستقبل المنطقة بأدق تفاصيلها الداخلية والاقتصادية والاجتماعية.

عوامل يُحسب للزميلة شانتال صليبا بأنها أرست من خلالها ثورة لضيوف البرنامج الذين اتسعت أمامهم المتنفسات للإدلاء بما هو أعمق من الرأي والتحليل حصرا متيحة لهم فرصة التدامج مع عمق المشهد العربي والدولي ورافعة سقف تحدي البحث عن الخلاصات والتوصيات السياسية المتينة أكثر من الاستعراض الكلامي والصراخ التحليلي الموجه.
نقاط من القوة تعززها في برنامج غرفة الأخبار العديد من القوالب التحريرية الرشيقة لفريق إعداد محترف ينجح كل ليلة في إبعاد كأس الملل والتكرار بتقديم مادة موضوعية جديرة بالمتابعة والاهتمام.

كذلك الأمر بالنسبة للزميلة شانتال صليبا التي تواصل قيادة غرفة الأخبار بالكثير والتألق حاجزا لها وللبرنامج ولشاشة سكاي نيوز عربية مكانة كبيرة للمشاهدين في لبنان والعالم العربي.