يرمق الشيخ الحزين البقية الباقية من أهله وجيرانه، التي لم تهاجر، بنظرتي ألم وحسرة، إلى ما آلت إليه الأحوال وكيف تسرق منهم الآمال والأحلام دون أن يضعف منهم الإيمان فيتركُ هذا البلد الجريح يصرخ ولا مجيب إلّا من كان يؤسّس من جديد ليبعد كل ما أصاب هذا البلد من نوائب ونكبات تارة بيد الأعداء وطوراً من جهل الجهلاء.
طارق،
كنت دائما تقف الى جانبي وتشدّ من ازري، لا تخيفك وحشة الطريق ولا غمار حملات التضليل والتخويف التي أصبحت زاد من ضلّ الطريق، وضعف إيمانه، في هذا البلد العنيد.
استعجلت على نفسك وسبقت أهلك وأصدقائك فخسرنا ركناً من أركان الحملة على الجهل والعتمة ونحن في أشدّ الحاجة الى من يملك خيالاً واسعاً في ظروف تكاد لا ترحم، فماذا دهى الأيام لتتركك ترحل؟!
انه الموت نعمة من نِعَم لله تعالى نتقبّلها شاكرين ضارعين إلى لله تعالى أن يجعل مسكنك الجنة على ما قدّمت في حياتك من عطف وحنان على كل طفل يتيم حرمته الأيام من حنان الأم، ورجل مسكين ضرير أعطته عيناك نعمة الأمل ليعيد إلى القلب الحزين شعلة الأمل في مستقبل قريب.
محمد الأمين عيتاني
رئيس جمعية بني العيتاني
نائب سابق
