
في أهله ، أهله ، وفي غيرهم مذلة من نوع خاص اذا ما تم تحقيره ، واستغلال ما بعده استغلال عند الجشع .
وهو ضرب من الحماقة لمن لا يستحقه ، وغباء ما بعده غباء عند من يحقّره .
فليس كل معروفٍ معروفا في زمن الطحين والبدانة ، فاليوم لا مكان لمسمى الخبز والملح والعشرة الطيبة في العلاقات .
هو زمن الرغيف وطحينه فقط ، حيث يبحث كل منا عن مصلحته الخاصة ومآثره المفضلة _ الا من رحم ربي فيبقي شقا انسانيا منه قد يقدر المعروف وقد لا يعرف حتى كيف .
الفكرة أن سلم أولوياتنا وقيمنا انسحق وتغير بشكل مرعب ، ففكرة المعروف لم تعد فكرة مرحبا بها ، والبقاء على العشرة الحلوة ضرب من الجنون ، والوهم في أن الجميل يرد بالأجمل ما هو الا خيبة في طريقها الينا .
والحقيقة أن ما أحكيه هو الواقع المر ويحاكيه ، إلا أنني حتى هذه اللحظة أؤمن أن المعروف درب من دروب الوقاية النفسية والحماية من غدرات الدهر والزمن .
ولو لم يكن هذا المعروف معروفا في أهله لنكن نحنا أهلًا له ، فنحن من نستحق السلام والراحة النفسية التي ننشد.
لو كان الزمان زمان الطحين لنصنع نحن خبزنا اليومي وكفاف أيامنا من خيرنا الخاص ، فالخير يرحل ويعود بخير أفضل منه .