1. Home
  2. لبنان
  3. حتى يحصل التغيير!
حتى يحصل التغيير!

حتى يحصل التغيير!

20
0

لا يمكن أن يحصل التغيير إن لم نقل الأمور كما هي كي نقوم بقراءة نقدية، ثم على أساس هذه القراءة نقوم بالتشخيص وطرح الحلول المنطقية.

تعاني هذه الطائفة من أزمة بنيوية متعلقة بأمرين: الفكر والرجال

الأمر الأول: نحن أمة تعاني من غياب الفكر والمشروع النهضوي الذي يقوم على الإصلاح المؤسساتي ضمن الهيكل الديني والهيكل السياسي إن وجد، كل الفرقاء الموجودين على الساحة السنية يسعون إلى أن يكونوا مثل رفيق الحريري ولكنهم جميعًا “made in china” وإنهم نماذج مقلدة وفاشلة في آنٍ واحد، لقد فشل نواب بيروت أن يكونوا نموذجا فريدا وسط الدوامة والفراغ القاتل الذي نعيشه اليوم، أنظروا إلى ما يحصل في ما يسمى باتحاد العائلات البيروتية، للأسف شيئا مخزيا ومقرفا أن يصل أهل العاصمة إلى هذا الدرك من الانحطاط الفكري، الجميع يسعى إلى المناصب من باب الوجاهة ليس أكثر ولا أقل، إن الساحة اليوم وللأسف ساحة متصحرة وتحتاج إلى من يسقيها بالمشروع والفكر الإصلاحي والتغييري الصحيح والسليم، إن كل مؤسساتنا تعاني من إرهاصات وشيخوخة مؤسساتية وتراجع واضح في إنتاج المعرفة وقطيعة بين القيادة والبيئة الحاضنة، أريد أن أسأل، لماذا معظم أهلنا يرسلون أولادهم إلى إرساليات والمدارس المسيحية ولا يرسلون أولادهم إلى مدراس إسلامية؟ الجواب بسيط، ليس هناك ثقة بتلك المؤسسات نتيجة القطيعة التي ذكرتها بين القيمين على هذه المؤسسات وبين البيئة الحاضنة لتلك المؤسسات، ونتيجة لكل تلك المصائب أصبحوا سنة لبنان خارج المعادلة السنية في الشرق الأوسط، أين سنة لبنان من سنة تركيا والخليج ومصر وغيرها من الدول؟

الأمر الثاني: إذا وجد المشروع والفكر، فإننا ينقصنا الرجال الذين يحملون ذلك المشروع دون خوف وتردد كي ينهضوا بذلك الجسد الذي يعاني من أمراض عديدة أهمها الشيخوخة الفكرية والعقم السياسي. لا يمكن أن نصلح إن لم نقل الحقيقة ونضع أصبعنا على الجراح التي تكاد لا تلتئم. إن هؤلاء الذين يتصدرون المشهد السياسي والاجتماعي يفتقرون للشجاعة والجرأة والقرار والإرادة على مواجهة الصعاب ونهضة الطائفة.

لا يمكن أن نستمر على هذا النهج وهذا المنوال، لا يمكن أن نبقى ننتظر الخلاص فالخلاص لا يأتي دون الإخلاص والعمل الجاد، هذه الطائفة لها تاريخ طويل وعريق ولا يمكن أن تبقى منصاعة إلى بعض الرأسماليين والمتخاذلين والمتعريين عن هويتهم وإلى بعض الطائفين الذي يتلاعبون بمشاعر الناس.


tags: