
“أصبحنا يزيد والشِّمر” بهذه الكلمات افتتح الممثلان الكوميديان حسن قاووق ومحمد الدايخ مقطع فيديو توضيحي لفيديو سابق نشر عبر قناة الـ lbci عبر برنامج “تعا قلو بيزعل”. اجتاح الفيديو مواقع التواصل الاجتماعي ليقترب من المليون مشاهدة وعشرات الالاف من التعليقات. المضمون الذي استفز الشباب والشابات من الطائفة الشيعية الكريمة تلاه إعلان النفير العام من قبلهم نصرة للطائفة ولما تتعرض له من انتهاكات إعلامية ووفقا للشباب “يلي بدو نسبة مشاهدة بيحكي على الشيعة”.
لمن لم يتثن له مشاهدة مقطع الفيديو فهو عبارة عن “تعلم اللغة الشيعية” ومن خلاله قام الممثل محمد الدايخ الذي لعب دور الأستاذ بجمع عدد من المصطلحات التي ينطق بها بعض شبان الضاحية الجنوبية أو المناطق الشيعية إن صح التعبير ومجموعة من الطلاب من الواضح وبحسب الفيديو أنهم من مختلف الطوائف والمناطق اللبنانية.
“امك” و”أختك” و”معلمي”، بعض من المصطلحات التي تناولها الفيديو إشارة من الدايخ إلى طريقة الحوار ليدخل بعدها اسم الإمام الحسين عليه السلام في الفيديو ويخلق شرخا واسعا طائفيا وسياسيا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد هذه البلبلة قال الدايخ وقاووق “نحن أولاد الضاحية وربينا فيها” واعتبرا بأن “القصة شخصية وهي ضرب للنجاح المحقق من خلالا اطلالة الدايخ وقاووق”.
عم “بشوهوا” صورة الطائفة
بجولة سريعة على مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال قراءة الآلاف من التعليقات يظهر نوع من عدم الثبات على الموقف لا شكلا ولا مضمونا، فبعد الموجة الأولى من الاحتجاج الالكتروني على خلفية الفيديو المتجزئ لـ “بتول” أي الممثلة جوانا كركي، ظهر عبدالله عقيل ببث مباشر عبر “فيسبوك” ولم يترك “ستر مغطى”، غاص في الأعراض، تنمر على المذيعة داليا أحمد ولون بشرتها ووصل الفيديو إلى نسبة مشاهدة صادمة.
بمعضلة نفسية يعصب حلها أغلب من شارك عبدالله عقيل السباب والشتائم وتفاخر به وجها مثقفا يمثل الطائفة الشيعية الكريمة والمدافع الأول عن حقوقهم والآخذ يثأر لهم، نشر مقطع القاووق والدايخ واعتبر أنا ما قدم من قبلهما لا يمثل الطائفة ولكن عبدالله عقيل ينطق بلسان بعض “الشيعة”.
فهل فعلا عبدالله عقيل “معو حقك”؟ والقاووق والدايخ يشوهان وجه الطائفة؟
النموذج ليس بجديد والشيعة ليسوا دائما المستهدفين!
في كثير من البرامج الكوميدية تم تركيب شخصيات تنتمي إلى مختلف الطوائف اللبنانية فمن منا لا يذكر الممثل عادل كرم الذي جسد شخصية “أبو رياض” الرجل البيروتي، والممثل المسرحي بيار شيمشيان وشخصية “أم جورجيت” المرأة الأرمنية بالإضافة إلى الممثل فادي شربل الذي أدى دور “أم علي”، ظهر بعدها على الشاشة الصغيرة “بتول” و “ام خالد السكري” التي أدت دورهما الممثلة جوانا كركي واستطاعت كل هذه الأسماء المذكورة رسم البسمة على وجوه آلاف الناس ومن مختلف الطوائف اللبنانية و “ما صار ضربة كف”.
اليوم ومع اقتحام الإعلام الرقمي شاشات الهواتف في كل المنازل اللبنانية برز أيضا عدد من الصفحات كـ “ام حبودي نبع الحنان وأم سباعين”. نموذج يشبه الشخصيات السابقة ولكن “يا غيرة الدين والطائفة” جملة تقلب الدنيا رأسا على عقب ويتحول المحتوى من مجرد فيديو كوميدي إلى حرب طائفية كما حصل تماما مع الممثلة جوانا كركي على قناة الجديد والقاووق والدايخ على محطة ال lbc.
حتى تاريخ كتابة هذا المقال، تواصل موقع “لبيروت” مع حسن قاووق وعلي الدايخ ولكن دون أي رد، وعلى نفس الجبهة ينشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بحملات السد والرد بين الشيعة المعترضين والشيعة المتقبلين، انغمس الفريقان بكيل الاتهامات لبعضهم البعض ودخل الصراع السياسي للمرة المليون في أروقة الكوميديا هو أمر أمر ليس بجديد نعم ولكن في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة التي تنخر عظام الشيعة والسنة والمسيحيين وكافة الطوائف اللبنانية.
فلمن تكون الأولوية، للمطالبة بعيش كريم أم بحقوق الطائفة؟! سؤال عميق…