كل يوم، اسمع بأسماء ملتقيات وجميعاتٍ بيروتية جديدة، فنرى الصور مع النائب فلان والوزير فلان، ولكن ما هي نتيجة تلك اللقاءات؟ للأسف لا شيء، حركة دون بركة.
للأسف، من خلال جولاتي في المناطق اللبنانية، اكتشفت ان بيروت العاصمة السياسية تعاني من تصحّرٍ رهيب على المستوى الفكري والسياسي، فأصبح أبناء القرى اكثر تقدمًا وثقافةً من أبناء العاصمة، طبعًا ليس تقليلاً من قيمة أبناء القرى، ولكن دائمًا العواصم وهي ذات الطابع ال cosmopolitan، تتمتع بالانفتاح الثقافي نظرًا لوضعها الجيوسياسي، ولكن هذا غير مُطبق في العاصمة.
نرى مجموعاتٍ لا هم لها إلا الصور والتصوير، وتنزيل بياناتٍ لا تقدم ولا تؤخر، وهذا كله لا يفيد العاصمة اطلاقًا، ما تحتاجه هذه العاصمة هو مشروعٌ فكري نموذجي تجديدي يقدم طروحاتٍ جديدة قادرة على أن تكون خشبة الخلاص للازمة على المستوى الثقافي ومستوى المثقف نفسه.
هذه العاصمة تحتاج منّا أن نضحي بوقتنا وجهدنا ومالنا كي ننهض بها ونعيد رونقها الشرقي الساحر الأصيل.