1. Home
  2. زوايا
  3. الله معك يا “وطن”
الله معك يا “وطن”

الله معك يا “وطن”

61
0

ننادي أفراد الجيش أو العسكري عادةً في صيغةٍ وتعبيرٍ بحجم بلدٍ أنهكه التعب كحاله، وافتقر وقلّت مصادر رزقه كمأساته…
فبأي حالٍ عُدت عليه يا عيدُ!!
هو الأول من آب يحمل معه علامتين للنصر 77 في رزنامة عمر مؤسسته…
وعن أي نصرٍ تتحدثون؟!
أتعلمون قيمة معاش هذا العسكري أو الضابط أو أعلى رتبة في هذه الدولة المهترئة!!
قد يكون ردكم بإيجابية مطلقة: (نحن نعايدهم لرمزية ما يمثلون فينا).
هم الحصن والحضن والأمان، فهل نحن وهم نشعر بهذه الرمزية في لبنان؟!
أن تنجب الأم أبناءها بلا أن تدثّرهم من الجور والحرمان وتتركهم عرضةً للاغتصاب المعنوي والقتل المتعمد في كل آن؛ لهو من أسوأ ما يمرّ علينا، وهو أبلغ تعبير عما يجول في خاطرنا وخاطرهم المكسور بالقهر والذلّ والهوان.


يصادف عيد الجيش هذا العام مع استذكار مرور عامين على تفجير الرابع من آب، أكبر تفجير أصاب العاصمة على مر حقبات نكباتها، وبالفعل نكّل بنا وشرب المسؤولون عنه من دمائنا، مدنيين وعسكريين ومسعفين وأجانب مقيمين.. ورفاة أشخاص مجهولين.
بالطبع لا ألوم المؤسسة العسكرية ولكن ألوم بل أدين من كان يومًا فردًا منها، تعلّم من مبادئها وتولّى سُدة القيادة والعمادة فيها.
أجل؛ أدين “مَنْ كان يعلم” وتجرأ وخان مفهوم الوطن والمسؤولية.. واضعًا يده بيد كل خصم لحروبه وكل عدوٍ لتحريره.
مؤسسة عسكرية أنجبت خارج رحمها غرورًا منه بل شذوذًا…. مكرًا؛ سياسيًا.
رضى بالمنفى هروبًا.. وعاد ثم ساد تسويةً.. فتولى سُدّة الرئاسة انكسارًا.. انكسارًا لكرسي كسر للجلوس عليه كل محظورٍ لديه وكل ما حارب لأجله يومًا… ومنذ العام 2016 وحتى تاريخه مع كل ما أصابنا من صيبٍ قاحلٍ وفاسد على تنوع فنون وجنون عظمته…
أعتقد أنه علينا أن نواسي جيشنا مع اختلاف مشاربه وأطيافه على هذه البذرة أو الشتلة…. لا أن نعايده…
حتى انقضاء الأمر وما تبقى له من أيام نعدّ ساعتها بالدقائق علّنا نعود لنبتهج ونسعد ونعايد…
ونردد لجيشنا بأعلى صوتٍ “الله معك يا وطن”.


tags: