
إلى أهلي الكرام في بيروت، أعلم أن الغيارى على مدينتي كثر لكن نالهم من الإحباط واليأس ما نالهم جرّاء سياسات القهر والإذلال والإجرام،
إليكم يا أحبتي وناسي الذين أخذوا قرار الانكفاء والعزوف عن التصويت في الانتخابات النيابية القادمة في الخامس عشر من أيار ٢٠٢٢، أتوجه بكل ما ملكت جوارحي من إحساس بكم وبألمكم ومعاناتكم خاصة بعد الأزمات المتعاقبة علينا من اقتصادية واجتماعية وصحية وبيئية وأمنية آخرها التفجير الذي طال العاصمة وهزّ كيان وأواصر الاستقرار النفسي قبل المجتمعي.
أتوجه إليكم مناشدةً حكمتكم ووجدانكم سائلةً عقولكم لا خذلانكم:
“ما النتيجة الحتمية لانكفائنا وما الفائدة الفعلية من استسلامنا؟!!!”
-لن أخوض في نظرية الإلغاء لمكوّن أساسي من مكونات عقدنا الاجتماعي لأني من المتبنّيات والمتبنّين لعقدٍ اجتماعي جديد عابر لحواجز الطائفية والمذهبية أساسه المواطنة واحترام حرية المعتقد تحت سقف القضاء العادل المستقل الذي نصبوا إليه جميعًا- بل سأناشدكم بأبنائكم الصغار وأطلب بمستقبلهم رفقًا، بأبنائكم الكبار المهجرين قسرًا أو الساعين في بلدنا قهرًا، ببناتكم الطامحات اللواتي عانين من ذكورة ورجعية وأشباه رجولة.. وتحدّت ثم تخطّت وكسرت كل الأطرّ والأنماط لتنجح وتتميز واليوم تدخل ب ١١٨ مناضلة (دون استثناء المواليات) غمار الانتخابات النيابية الآتية.
وبعد المناشدة بأغلى ما لكم… استحلفكم أن تتذكروا كل يوم مجيد أرادوه وكل يوم أسود حيق بنا… أغتالوا فيه أدمغتنا ومفكرينا وساسة الرأي فينا أو اغتالوا فيه عيشنا وهواءنا وكرامتنا ومدينتنا… استحلفكم إعادة كل هذه الصور التي مسّت وجداننا واغتصبت أحلامنا لأصل معكم إلى أمرٍ واحدٍ لا رديف له:
“هم آلة الموت والقتل ونحن أبناء الفكر والحياة.”
صوتكم هو ارتداد التفجير في قلوبهم وأصابعهم التي ما زالت مرفوعة علينا متوعدة فينا، متربصة بمالنا وبنينا.
لن نغير شيئًا…
بلى… حجرةً، حجرة سنعلي السد في وجوههم المكفهرّة… صوتًا، صوتًا سنكسر حواصلهم وكراسيهم المحصّنة.
كل صوت لنا يا أهل بيروت سيعيد كرامة العاصمة…
كل صوت سيمسح دمعة بعد الرابع من آب لأم ثكالى ولمدينة منتهكة…
كل صوت هو ردّ اعتبار عن السابع من أيار الملثّم بالعار والإجرام… كل صوت هو كاتم لفوّهة سلاح من حزب شيطان يتحكم بمفاصل البلد والعباد..
هو نداء واجب…
فنحن لا نملك رفاهية الوقت أو التردّد بالتفكير…
صوتوا… صوتوا لمن ترونهم متمسكين بالمواجهة والتغيير…
لمن سيتبنون برنامجًا وتشريعًا يمهد لنظام المؤسسات ويقضي على شريعة الزعامات والمرجعيات، على الزبائنية والمحسوبيات… على الفساد والطائفية والمحاصصات… على الهيمنة والتشبيح والبلطجيات.
صوتكم اليوم هو في المقام الأول نصرة لكيان بيروت وبقاء لبنان الدولة على حكم الغاب والأسياد والدويلات.
صوتوا… صوتوا للتغيير…
ولكل مناضل ما قبل أو بعد ١٧ تشرين…
أو لصوت ضميركم لا متسلقيكم ليجبّ عنوةً للأسف بفعل قانون هجين؛ لائحةً ما من اللوائح الست في بيروت الأولى أو العشر في بيروت الثانية.
صوتوا… لا تنكفؤا دون إغفال الصوت التفضيلي.
صوتوا، قبل الندم والحسرة…
قبل أن تستبدل فيروز والأرزة…
بالخامنئيات وشعار حرس الثورة!