
تحية احترام قبل الكلام
لكل عزيز اتفق معه او اختلف؛
وسط كل الجدليات الحاصلة..
حول ثورة ١٧ تشرين وبعض مخرجاتها ومنحاها العلماني الطاغي الذي سيقضي بمبادئه على القيم الدينيّة ويخلّ التوازن بين المكونات المجتمعيّة..
اسمحوا لي يا أهلي وجيرتي وعزوتي وناسي؛
-مع فخري واعتزازي بإيماني- أن أقول التالي:
“الدين خيار شخصي مصان فينا أما لبنان فخيار وطني علينا إصلاحه بعيدًا عن خياراتنا الشخصية، فصل الدين عن الدولة هو ما تنادي به الدولة المدنية (العلمانية) مع احترام الخصوصيات الفردية والجماعية والعيش تحت سقف القانون(العادل، المستقل) بمساواة دون تمييز.. كبشر.. كبشر آدميين…
لا بصفة مسلم كذا ومسيحي بحقوقه كذا ولا درزي ولا يهودي ولا بوذي.. لا ملحد ولا ربّاني…. ك (ل ب ن ا ن ي).
أهذا مطلب صعب تبنيه دون تشويه وتسويف وويل ووعيد بحق بعضنا البعض.
يكفينا الإضاءة على ما يفرقنا وما نرفضه بيننا، بدل رصّ صفوفنا وعقد عزمنا وتركيزنا على ما نتوافق عليه بالخيارات الوطنية الجامعة، وهذا الكلام ينطبق على التباينات الحاصلة أيضًا بين المجموعات الثورية.
تحديد الخصم والتصويب عليه ومواجهته هو أساس معركتنا، وهو ما وجب التمسك به ومقارعته، الرضوخ لإضعافنا وتشتيت مساعينا بكبّ قيحهم كي نتلهى بالقشور وننسى أنهم أصل الداء والفجور… غير مسموح البتّة.
يا أهلي وجيرتي وعزوتي وناسي؛
يا غيرة الدين تمارس في مواقع مختلفة ومؤسسات خاصة بعيدًا عن ثقل وطن صغير يحمل هذا الكم من التنوع الكبير.
مجددًا هم يسعون ليل نهار لشرذمتنا….
يكفينا.. يكفينا هدرًا لأعصابنا… يكفينا هدرًا لوقتنا وطاقاتنا…
خصمنا منظومة مرتهنة فاسدة مجرمة سارت على جثثنا في الرابع من آب وما قبله وما بعده..
“الرابع من آب يا كرام”
وبيروت الثكلى ما زالت تودع حتى البارحة أبناءها جراء هذا التفجير الكارثة
“الرابع من آب يا أهل بيروت الكرام”
وما زالت هذه الطغمة الوقحة على عروشها تنكّل بالعاصمة متربعة حاكمة.
يكفينا…. بالله عليكم يكفينا….
سُحلنا…. كم علينا أن نخسر بعد!!