
“مقال تهكمي ساخر” – بعد كل ما حدث لنا نحن الشعب اللبناني، بعد الحرب الأهلية والاجتياح الإسرائيلي وحرب التحرير ومن ثم الإلغاء وما قبلها من انتداب وما خلالها من استعباد وما بعدها من انتهاك..
نقف اليوم في قلب الانهيار، نلتفت يمينًا ويسارًا.. ثورةً او انكسارًا.. بعنفوان او محطمين أجزاءً.. نترّقب ما سيأتي ومن أتى وما المعادلة المفروضة اليوم علينا.
جاء السعد وبدأت بشائر العرب تهلً، ويبقى هو الخيّر بين السيئين وأفضل الموجودين وأصلح الفاسدين.. هو لم يسرق بل أفلس، هو لم يَنهب بل نُهب، أحاط به الفساد وملفاته وناسه وقد يكون أخطأ بالتغطية عليهم وبالتسوية وبالتراخي والحسبان.. لكنه الطيب، منك وفيك فكيف تخلع رداءك الذي غطاك يومًا؟! وكيف تقتلع أظافرك لتستعير غيرها حقًا؟! هو أول التغييرين ولم تنقلبوا إلا عليه.. نددتم بحكوماته وهو أول المخلوعين… وعندها عجزتم توقفتم يا لعجزكم!!
لا نحن لسنا بمكسر عصا!! سنلملم ما خسرنا، وعندما يطال التغيير الكراسي كلها لكل حادثٍ حديث..
هو السعد وجه الخير وابن الرفيق يا عديم الوفاء وناكرًا للجميل..
إعترف أنك بالأمس القريب كنت تنادي باعتداله ومميزاته الأخوية والوطنية.. وكم كنت تحب جلساته وكلامه ووده (وهنا أعترف بمحبة شخصه فعلًا)، ضع عليك عباءة زعيمك وحكّم عقلك..
أضعفوك وضعضعوك وأخلّوا بالتوازن التاريخي… وأضحيت أيها السني هزيلًا بلا قيادة أو رئاسة، أصبحت بلا مقعد أو وزن أو نكهة.. خرجت من المعادلة السياسية والوطنية وجار الكل عليك وأنت متفرج أقرب إلى أن تكون خائنًا لأهلك وجذورك وطائفتك.
تنادي بلبنان الوطن لا الدين! هاهاها!
لبنان ١٠٤٥٢ كلم٢ لا الفيدراليات المبطنة!
تنادي بإقامة الدولة المدنية العلمانية وتمقت العرف الدستوري! عرف المحاصصة والتوزيع الطائفي! تحلم بالنظام الذي يعلو على الجميع! وبمعايير الكفاءة للحاكم قبل الحكيم! دولة الحق والقانون واحترام النزاهة والعدالة والحريات العامة!
دولة السيادة والاستقلال والاقتصاد المنتج التضميني! هاهاها!
(إيه عيش يا كديش لينبت الحشيش) حتى هذا العهد الذي هو في علم الغيب، كل محاولاتك للفظ جهلك وغبائك وتبعيتك وإيمانك بتداول السلطة؛ وشحذ ودعم النبض الجديد في الحركة السياسية، هو فصل من فصول خيانتك العظمى..خيانتك لمحيطك وملّتك.
وأي تمسك بالمبادئ المذكورة أعلاه هو ضرب من ضروب شذوذك وعنادك وقلة أصلك وهشاشة عودك ودينك.
عدّ إلى وعيك وكرر ما تعلمته وخبرته لأكثر من عقد بل عقود أيها الح…. حصان ذو الرأي الرشيد وأهلًا وسهلًا بك في جمهورية لبنان ونفقه العقيم.