1. Home
  2. زوايا
  3. “من هنا نبدأ”
“من هنا نبدأ”

“من هنا نبدأ”

106
0

أثناء رجوعي إلى المنزل عند الظهيرة..
ترآى أمامي مشهد لرجلٍ مسن ضعيف البنية يجرّ مستوعبًا متوسط الحجم لقاذوراتٍ أو نفايات..
ما هابني ليس عمره الطاعن في الكبر وهو ما زال يعمل رغم حركته البطيئة بل ما أزعجني هو البرد القارس في كل شيء، البرد الذي حفّه من كل حدبٍ وصوب:

  • افتقاره لمعطفٍ يدثّره من برد الفجأة المباغت
  • الموت السريري لبلد ينعدم فيه الحد الأدنى لصوّن أمثاله
  • وفوق هذا وذاك الناس من حوله، فلا آلية متحركة وقفت عند محاولته اجتياز تقاطع.. وها هي دراجة نارية تصدم مستوعبه بعد اصطدامه بسيارة قديمة محاولًا تجاوزها فأسقط عن غير عمدٍ دفاعها.
    ما كم هذا البرود الذي أضحينا فيه! ما كم هذه المشاعر القاسية التي تسمح لنا بالاستعلاء أو إهمال أو عدم احترام كبارنا أو ضعفاء حيّنا.
    أعلم أن المآسي والملمات نالت منا واستحوذت على تفكيرنا وإحساسنا،
    لكن بالله عليكم حذاري
    حذاري أن نخدّر عنوةً مشاعرنا أو إنسانيتنا
    حذاري أن نميت آخر أسلحتنا ومِعقل جوهرنا
    حذاري أن نفقد خُلقنا ومبادئنا وكل فطرةٍ خيرةٍ فينا
    ليس بيدنا حيلة أمام واقعنا!!! لكن فلنبدأ بتغيير ما بأنفسنا حتى نغير بعدها ما بقومنا واقتصادنا وسياستنا وساستنا.
    من هنا نبدأ… وهذه أصل الحكاية
    “اللهم لا تردنا إلى أرذل العمر في أوطاننا”
    يحضرني هذا الدعاء في النهاية.