1. Home
  2. لبنان
  3. انها لحظة المبادرة لاستعادة هواء الثورة النقي!
انها لحظة المبادرة لاستعادة هواء الثورة النقي!

انها لحظة المبادرة لاستعادة هواء الثورة النقي!

20
0

الإنهيار المريع في سعر صرف الليرة لا قعر له، وأسعار السلع بورصة مرتبطة بقفزات صرف الدولار، ومزيد من العائلات تنام بدون عشاء، كل ذلك لم يحرك ساكناً من بيدهم القرار، وهم تجاهلوا الصرخة التي أطلقتها ممثلة اليونيسف يوكي موكو محذرة من أن “حجم الأزمة وعمقها جرس إنذار للجميع ليستفيقوا، واتخاذ تدابير حماية إجتماعية عاجلة لضمان عدم تضور أي طفل جوعاً”! لا صدى لوجع الناس لدى المنظومة السياسية التي يقودها حزب الله، التي لا هاجس لها إلاّ تحسين مكتسباتها السلطوية في الرئاسة المرتهنة، والمجلس الفاقد للشرعية، والحكومة التي تحكم بالبدع في نحرٍ متكرر للدستور!
قالت اليونيسف أن 40% من الأسر اللبنانية باعت شيئاً من اثاث منازلها للحصول على الطعام، وأن نسبة من هم في فقر مدقع ارتفعت إلى 34%! وكان لافتاً أن تقرير اليونيسف الذي حمل عنوان “البقاء على قيد الحياة من دون أساسيات العيش”، حذّر من أن “مئات آلاف الأطفال في لبنان معرضون للخطر”. كل ذلك لم يبدل أنملة من مخطط جر اللبنانيين والبلد إلى الجحيم السابع، لأن المتسلطين الذين نهبوا مقدرات الدولة والودائع أمنوا أموالهم في الخارج ولا يعرفون كثيراً عن الجوع!


2- عبثاً الرهان على تبديل ما في أداء منظومة القتل، فالناس ومتاعبهم ليست أولوية، الحكومة – الجثة تكمل مهام حكومة الدمى السابقة، ومن غير المتوقع اللجؤ إلى أي إجراء يكبح الإنهيارات المتلاحقة. وبقدر ما ينبغي المضي في تعرية المتسلطين، فإن ما يحيط بالناس من قهر يرتب مسؤولية على الجهات الملتصقة فعلاَ بمناخ أوجدته “17 تشرين”، مسؤولية العمل لاستعادة الناس إلى الفعل السياسي. هنا المدخل الحتمي يتطلب الجدية لتجاوز ما أُسمي “مجموعات الثورة”، التي اتسعت كالفطر مع خفوت الحركة الشعبية، وتراجع ثقة الناس وقناعتها بأن المتسلقين هم جهات مؤهلة لوضع البلد على المسار الآمن! فالمنحى الطفولي وإدعاء الطهارة والنقاء، وترداد ببغائي لجمل ثورية مجتزأة من بطون الكتب، لتبرير الهزائم، كما في انتخابات نقابة المحامين، تؤكد المؤكد وهو أن هذه الزمر، بالجملة والمفرق، منقطعة عن الواقع، وليس جائزاً إنتظار تقييمها وما ستعلنه والمبررات التي ستكتشفها، فالبلد فوق العوز والجوع على مشارف إستحقاقٍ إنتخابي يفترض طرح رؤى سياسية – أقتصادية برنامجية واضحة، واعتماد أساليب عمل مغايرة تتجاوز الأنا المتضخمة لدى الطفيليين!
3- هناك بدايات لخلق حالات سياسية أفقية منظمة مرتبطة بالناس، وهناك حالات شبابية قائمة واعدة، وهناك تجمعات مناطقية تجمع من هم أصحاب مصلحة في التغيير، فآن أوان السعي لبلورة أطر جديدة فيما بينها، تمهد لقيام معارضة سياسية تضع نصب أعينها مهمة استعادة استعادة الدولة المخطوفة واستعادة الدستور، على طريق فرض قيام حكومة مستقلة دعت إليها قوى “17 تشرين” منذ الشهر الأول على الثورة. عنوان الحكومة المستقلة أكد عليه كل مسار الأحداث، والصراحة تقتضي الإعتراف أن تعذر قيامها مرتبط أولاً وأخيراً بالتشرزم الحاصل، الذي حال دون بلورة ميزان قوى سياسي، يقدم البديل عن منظومة الفساد والإجرام.. مثل هذا المنحى سيوفر للناس وسائل كفاحية بوجه هجمة الديناصورات المتحكمين بحياة الناس ومصير البلد، وآخر “إنجازاتهم” رفع الدولار الجمركي بشكلٍ جنوني ما يعني أن البلد سيتضور جوعاً!
إنها لحظة الجرأة على ابتداع البدائل، لبدء الرد على منحى السلطة الصريح تعويم وضعها واستعادة شرعيتها، من خلال إنتخابات، يتقدم حتى الآن إحتمال إجرائها على ما عداه، مع بروز توافق سياسي مع طروحات ثنائي القصر (وتياره) وحزب الله، باستبعاد تصويت المغتربين في كل الدوائر، وحصر تصويتهم ل6 مقاعد فقط وفق ما أقر÷ قانون الانتخابات”غب الطلب” الذي تم وضعه عام 2017 ولم تعترض عليه أو تطعن به أي جهة سياسية! وإنها لحظة الجرأة على للنهل مجدداً من فيض من قيم النزاهة والمواطنة والتمسك بسيادة القانون والهواء النقي لكسر كل هذا التلوث الأخلاقي والسياسي الذي حاصروا به البلد وأهله!
4- بعد 3 أسابيع على تجميد التحقيق في جريمة تفجير المرفأ، أصدر القاضي حبيب رزق الله رئيس محاكم الإستئناف، قراره الذي يثبت أن قرار القاضي حبيب مزهر بتعليق تحقيق المحقق العدلي البيطار منعدم الوجود، ويشكل سطواً على التحقيق، ويتوجب تكملة هذا المسار من خلال إلغاء قرار التعليق. فهل يتحرك التفتيش لمساءلة مزهر، وهو عضو في مجلس القضاء الأعلى ويضع حداً لمهزلة يراد منها حماية المدعى عليهم بجناية القصد الإحتمالي بالقتل.. وهل تزاح العقبات من أمام القاضي البيطار، بعدما فشلت حتى الآن كل محاولات الإبعاد؟ أهالي الضحايا وكل المتضررين والبلد ينتظرون الآتي، والمهم اليوم العودة إلى الشارع لحماية مسار الحقيقة والعدالة.
٥- قبل ايام معدودة على إستئناف مباحثات فيينا اعلنت مواقف اسرائيلية بالغة الخطورة، بينها رفض تل ابيب مخطط ايران تطويقها بالميليشيات والصواريخ، وانها سترد على الاصل وغير معنية باي اتفاق نووي .. ما قيل كأنه القرار بالحرب مع ترك التوقيت مفتوحا.. كل المنطقة على صفيح ساخن الا منظومة الفساد والقتل عندنا ماضية في نهج سيوءدي الى تلاشي البلد.


tags: