في ظل هذه الأزمة المتردية والتي لم نشهد لها مثيلاً من قبل، نرى الكثير من الإخوة والأحباب يتمنون ويقولون:” يا ليت رفيق الحريري موجود أو يعود كي ينقذنا من الأزمة التي نحن فينا.”
لن أدخل في موضوع الشهيد رفيق الحريري، فلقد ذهب إلى دار الحق ولن نقول إلا رحمه اللّه تعالى، ولكن هذا الخطاب هو خطيرٌ جدًا وهو يدل على مدى يأس الناس ونظرتهم السوداوية في عدم قدرة المجتمع على إنتاج رجل قادر على إنقاذ الواقع الأليم.
الأمة مليئة بالطاقات والرجال، كفانا بكاء على الماضي، حتى عندما مات النبي محمد صلى اللّه عليه وسلم وهو أشرف وأفضل الخلق إستمرت الحياة وتطورت الدولة ووصلت إلى الصين وإسبانيا، فلقد قال أبو بكر الصديق حينها:” من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حيٌ لا يموت.”
للحقيقة من أحد أخطاء رفيق الحريري أنه لم يضع مشروعٍ ينتج قياداتٍ سياسية قادرة على أن تدخل الشأن العام بشكلٍ علمي ومتقن واليوم نعيش الفراغ الذي تركه في العاصمة بيروت، اليوم وبعد غياب الشيخ سعد الحريري وإنتشار إشاعة أنه لن يعود إلى لبنان لخوض الانتخابات حتى تحولت بيروت إلى مهرجاناتٍ انتخابية، لا شك أن كل مواطن يحق له أن يترشح ولكن للأسف هنا تكمن خطورة الأمر في ظل هيمنة إيرانية التي تتطلب فريق سياسي قادر على مواجهة هذا المشروع.
لا نريد مهرجين ولا نريد شعاراتٍ فارغة ولا نريد لوائح كثيرة، فلنتواضع قليلاً فإن النيابة هي وسيلة وليست غاية وليس كل الناس أهلاً لها.
للأسف، كل يوم أتأكد أن بيروت سُلمت من قبل أهلها وهم يتحملون نتائج تخاذلهم.
