
في مثلِ هذا اليومِ كانَ لحبيبِها الحياة …
فانتقتْ هديَّتَها بعمقِ المشاعرِ وإستهلّتْ خِطابَها:
لامساحةَ لغيرِكَ ولا فراغاً منكَ
أحبَبْتُكَ هكذا… دونَ مقدماتٍ ودونَ أسبابٍ واضحة
فالله يشهدُ بأنَّني أحبُّكَ دونَ وجودِ عنوانٍ لهذا الحبّ
أحبُّكَ وكأنكَ العالَمُ بأكْمَلِه
أُحبُّكَ كبَرقٍ يُختَطَفُ في لحظةٍ مفاجئةٍ لكنّهُ يظَلُّ مشرِقاً طوالَ الحياة، دوماً وإلى الأبد
أحبكَ لتلكَ المرونةِ بيننا كيفَ يتحدَّثُ الواحدُ منّا للآخرِ وكأنهُ يحادِثُ نفسَه فلا يخافُ ولا يترددُ
أحبكَ لغرابةِ تعابيرِكَ الشبيهةِ بحدوثِ تلكَ الظواهرِ الكونية
أحبّكَ لأنّني معكَ أستشْعِرُ جمالاً يفوقُ قدرةَ وعمقِ التحمُّل
فيقاطِعُهَا كعادتهِ قائلاً:
دايماً وللأبد رح ضل حبك بقلبي، لأنو هو قوي بس فيكِ
وتأكدي أنَّ يومَ ميلادي هو يومَ تسرَّبْتِي داخلي وهيْمَنْتِي على أعماقي بذكاءِ أنثى المشاعرِ، وتمكَّنتِي من فتورِ داخِلِي بطريقةٍ مُحكَمَةٍ يَصْعُبُ الخلاصُ والفِرارُ منها
يا لِغزارَتَكِ وأنتِ أنثى واحدة
يا لِكثافتَكِ وأنتِ امرأةٌ واحدة
فأنا أفيضُ من عمقِ الحبِّ الذي أشعرُ به نحوكِ كأنني لم أحبّ طوالَ حياتي
كمراهقٍ متعطشٍ انتشلْتِنِي وكأنَّكِ الخلاص
كلُّ شيءٍ داخلي يشعرُ بالحياةِ معَكِ … معكِ فحسب
تجعلنني أزهرُ في أرضٍ قحطاءَ
تجعلنني أضيءُ كلّما حادثْتُكِ وتغلغلَ صوتُكِ داخلَ أنفاسي
أتوقُ الى الهروبِ معَكِ واليكِ عندما يُنْهَكُ قلبي
أراكِي جُزْئِيَ الحقيقيِّ الذي أعيشُ وأتوقُ اليه
أريدُ أن أحبَّكِ بتلكَ الجرأةِ التي ينمو بها العُشْبُ بينَ الجثثِ الهامدةِ في أرضِ المعركةِ عساها تُهدِّئُ من روعَتي كي لا تستحوذَ على وقاحتِي
لديكِ سرٌّ في عينيكِ لا أستطيعُ تفْسيرَه، ربّما شيءٌ من الإنتماءِ لعالَمٍ آخر …لمكانٍ آخر …أو ربما لمكانٍ آخر… يصْعُبُ المنالُ منه
فأمامَ عينيكي البريئتَينِ أُهزَم وأنا الذي اعتَدْتُ الإنتصارَ بجميعِ معاركِي
أحبُّ جنونَكِ الشبيهَ بالزلازلِ دونَ سابقِ انذار … جنونَ النسماتِ العليلةِ الى العواصفِ الفتّاكةِ فإنني حتماً إعتَدْتُك والإعتيادُ بكِ ومعكِ مخيفٌ والزاميٌّ كالحُب
أحببتكِ كثيراً رَغِبْتُكِ وأرغبُكِ كثيراً دونَ توقّفٍ كالأجلِ
فأنتِ من لَمَسَ حقيقتي خلفَ هذا الصّمتِ الباردِ والهدوءِ القاتل
فأنتِ حتماً الشدةُ في العمقِ
فالله يشهدُ بأنني اكتفيتُ بكِ وبِحُبِّكِ
وأنتِ حتماً يومُ ميلادي