الحمراء قلب بيروت النابض بالحياة، بالناس، بالثقافة، بالضجة، بالفرح، بالذكريات. الشارع الذي يحمل بمقاهيه و أرصفته آثار كل الفنانين والمثقفين ومحبي الحياة والسهر. في زواياه تحيا ذكريات اللبنانيين والعرب والأجانب وكل من زار أو سكن بيروت له في قلبه حنين خاص لذلك الشارع.
عادةً حين تصل إلى الحمراء لا بد لك أن تلتقي وبشكل عفوي بالكثير من المعارف والأصدقاء، فهو ملتقى لكلّ إنسان يشعر بحاجته لكسر وحدته والالتقاء ومشاركة أي من همومه أو اهتماماته.
الحمراء ليس مجرد شارع هو ذاكرة نتشاركها جميعاً، هو ذكرى أولى عمليات المقاومة ضد الاحتلال الاسرائيلي المعروفة بعملية الومبي التي كان بطلها خالد علوان، هو المسارح التي شهدت على الكثير من الأعمال الفنية والثقافية كمسرح قصر البيكادللي ومسرح المدينة ومترو المدينة وغيرهم…هو المقاهي الحافلة بالفنانين والمثقفين والصحفيين… هو المنتديات الثقافية حيث الأمسيات الشعرية ومعارض الرسم وتوقيع اصدارات الكتب المتنوعة.
الحمراء هو المتاجر حيث أحدث صيحات الموضة المقصودة من جميع أنحاء العالم.
كيف لهذا الشارع الذي يحمل نبض المدينة أن يصبح مجرد فراغ صامت مهمل كئيب ومهجور؟ كيف لنا أن نواسيه ونعيد له روحه الصاخبة؟ كنت أسير فيه ومعه، كان حزين وكنت أكثر حزناً منه، أسير وذكرياتي تسير أمامي، أشتاقه، أشتاق للأصدقاء و اللّمة، أشتاق للماضي والصحبة، أبحث عن أيامي في الزوايا، في الزواريب، في غبار الأرصفة وفي دمعة سقطت مني فجأة.