
لا عجب لجمعية المقاصد أن تلحق بركب التطور وتبدأ بالتغيير والتحول نحو الأجدد والأفضل لخير الجمعية والمجتمع وللمستفدين المنوطة الجمعية بخدمتهم، فبهذا اوصى البيان التأسيسي للجمعية قبل قرنٍ وربع القرن على أيدي خيرة رجالات بيروت ومقتديريها ودعم مسلمي ومسيحيي بيروت آنذاك!
وفي خطوةٍ سباقة، بدأت الجمعية سباق الاصلاح والتجديد بالاعلان عن الشعار الجديد للجمعية- وكأن الشعار أولوية- والذي نزعوا منه الآية الأرسخ في أذهان الناس، والأكثر قدسية “وقل ربي زدني علمًا”.
العبارة التي ارتكز عليها مؤسسو المقاصد لخير الانسان المسلم واتجهوا نحو تربيته وتعليمه وجعلوه هدفهم الأول.
لا عجب بسحب الاقتباس من التداول أو ربما حتى محوّهِ كليًا من أذهان الناس ان استاطعوا!
يوم أخذ الشعلة د. سنو وأطلَّ بخطابه الشهير الجريء وتكلم للعلن على السرقات بالجمعية والهدر والعجز، شعرنا لوهلة أن الجمعية ستعود بثقلها الى الأرض اللبنانية والبيروتية خدماتيًا وسيعود الحق المسلوب الى أهله في جمعية الطائفة حتى بان ما كان مخبأ!
من ينسى مقولته الوقحة الشهيرة لموظفة المقاصد أيام الثورة واقطتاع نسب من الرواتب تشكو اليه عدم قدرتها على تسديد استحقاق الاسكان ” أنا ما قلتلك اشتري بيت”!
من ينسى التلويح بإغلاق أعرق مدارس الجمعية في بيروت لبيع أرضها ووضع معلميها ومدرسيها وطلابها والعام الدراسي على حافة المجهول؟
كيف ننسى اقتطاع نسبة من رواتب الممرضات والممرضين في المستشفى منذ الثورة حتى يومنا هذا وهم ما زالوا يعملون لا بل ازداد الضغط عليهم فترة وزاد العمل وهم الأن في الخطوط الأمامية في مواجهة المرض دون حتى اعادة النسبة المسلوبة من الراتب علمًا ان الجمعية والمستشفى تلقتا دعما استثنائيا من التبرعات والسفارات!
فأين الأموال!؟ وأين حقوق الناس؟
والله لا عجب في كل ما قد ذكر، فأخلاقيات المقاصد اليوم لم تعد أخلاقيات الشيخ عبد القادر قباني أو حسن محرم، أو سليم سلام، أو الشيخ مصطفى النجا أو صائب بك سلام وغيرهم من ممن تعاقبوا في أيام العز والمبادئ على الجمعية البيروتية الاسلامية!
لا عجب في انتزاع آية من كلام الله، فالجمعية يبدو انها تسعى لطمس هويتها الأصلية ولغايةٍ في نفس يعقوب يرجونها عبر شعارٍ تغيب عنه الملامح الاسلامية في شهر رمضان الذي يمر على مسلمي الوطن المنوطة بخدمتهم بالأوضاع المعدومة تلك!
لا عجب في انتزاع عبارة القرآن، وان شاؤوا فلينتزعوا أسماء الخلفاء وزوجات النبي والصحابة وآل بيته صلى الله عليه وسلم عن مؤسساتهم التعليمية أيضًا، فالإسلام ليس بشعار! الإسلام قيمٌ وهوية!